بوغالي يترأس اجتماعا افتراضيا لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

ترأس اليوم الإثنين، رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، بصفته الرئيس الدوري لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اجتماعا افتراضيا اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2023، حسبما أفاد به بيان للمجلس.
ووفقا للمصدر، فقد خصص الاجتماع لدراسة موضوعين يتعلقان على التوالي بـسبل منع الممارسات المشينة لقيم لتسامح والاعتدال والمتمثلة في حرق المصحف الشريف و كذا تداعيات التغيرات المناخية ومخاطر الكوارث الطبيعية”.
وقال بوغالي: “ها نحن نجدد سُنَةَ التشاور والتآزر حول موضوعات تهم أمتنا الإسلامية، فالشكر لكم جميعا على تشريفنا بمشاركتكم في هذا الاجتماع الّذي ينعقد عشيّة الاحتفال بمولد المصطفى عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم”.
وأضاف ذات المتحدث بالقول :”وبمناسبة هذه الذّكرى الغالية على قلوبنا، أتقدّم إليكم جميعا بأحرّ التهاني وأصدقها، متمنيّا من المولى جلّ وعلا، أن يعيدها على الأمّة الإسلامية قاطبة بالمزيد من الرقيّ والازدهار في كنف السّلم والطمأنينة”.
وتابع رئيس المجلس قائلا :”إنني أفتتح مداخلتي هذه باسمكم جميعا مجددا التّعازي ومعربا عن تضامني مع الشّعبين الشّقيقين، المغربي والليبي على ما خلّفته الكارثتين الطّبيعتين من ضحايا وجرحى ومفقودين، متضرّعا إلى العليّ القدير أن يتغمّد أرواح الموتى بواسع رحمته وأن يمنّ بالشّفاء العاجل على المصابين”.
وأردف نفس المسؤول بالقول :”كما لا يفوتني أن أهنئ الشعبين الشقيقين السعودي والإيراني وكافة الشعوب الإسلامية، بالمصالحة بين البلدين الشقيقين، التي نعتبرها خطوة هامة في سبيل تقوية اللحمة والتآخي بين المسلمين، وتعزيز العمل الإسلامي المشترك”.
وأضاف بوغالي :”إن هذا الاجتماع هو امتداد للقائنا شهر رمضان الماضي، من أجل الوقوف على التطورات التي تخص أمتنا، وتمكيننا من العمل سويا على احتواء آثارها على أمننا الفكري والديني، ومن ثم الخروج بتوصيات تؤسس لعملنا الجماعي خدمة لديننا الحنيف”.
وتابع ذات المتحدث قائلا :”لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نعبر عن اشمئزازنا وتنديننا المطلقين بتجدد تصرفات دنيئة تستهدف أسمى مقدساتنا، المصحف الشريف، تحت مسمى حرية التعبير. فما أقدم عليه بعض المتطرفين، تحت حماية الشرطة، في بعض الدول الاوربية من حرق المصحف الشريف، لهو بحق استفزاز لمشاعر المسلمين، وتكريس للكراهية والتطرف والعنف، كما يعد كذلك امتحانا على مدى تضامننا وقدرتنا على توحدنا لنصرة ديننا”.
وإذ نسجل الاعتذار المتأخر لكل من حكومتي السويد والدانمارك وإعلانهما إعادة النظر في قوانينهما لتفادي تكرار هذه الممارسات، وكذا تبني مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة قرارا بتاريخ 12 جويلية 2023 يدين حرق المصحف الشريف، ووصفه بأنه عمل استفزازي ينتهك أعراف حقوق الانسان الدولية، فإننا مطالبون باتخاذ إجراءات ملائمة لمنع مجرد التفكير في هذه السلوكيات في المستقبل.
وهو ما يؤكّد أكثر من أي وقت مضى الحاجة الملّحة للتّضامن والوقوف صفّا واحدا في وجه هذه التّصرفات الشّنيعة، من خلال تعزيز العمل المتعدّد الأطراف لاستصدار قرارات وتشريعات تجرّم المساس بالمقدّسات الدينية وتكفل عدم تكرار انتهاكها، وتحاسب مرتكبيها، وتمنع تحوّل هذه الممارسات الشاذّة إلى نمط اجتماعي مقبول في الأوساط الشعبية والرسمية الغربية.
كما هو أمر ليس بالمستحيل، حيث سبق وأسفرت جهود منظّمة التّعاون الإسلامي عن صدور القرار الأممي رقم 254/76 باتّخاذ يوم 15 مارس يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا.
واقترح في هذا السياق، بوغالي تقديم بندا طارئا في الدورة المقبلة للاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقدها في لواندا من 23 إلى 27 أكتوبر المقبل، لاستصدار قرار يدين المساس بكل المقدسات والرموز الدينية، ويجرم هذا الفعل المشين، وأهيب بكل السادة الأفاضل، أن ننسق جهودنا ونعمل من أجل تقديم هذا المقترح باسم كل من: المجموعة الإفريقية، المجموعة الآسيوية والمجموعة العربية.
وأضاف ذات المتحدث بالقول :”لقد ارتأينا أن يكون اجتماعنا هذا، فرصة كذلك، لبحث مسألة فرضت نفسها علينا وأضحت موضوع الساعة، وهي تداعيات التغّيرات المناخية ومخاطر الكوارث الطبيعيّة التي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة، وتفاقمت آثارها كما يشهد عليه الدمار الكبير الذي لحق بمدينة درنة”.
وأكد بوغالي لن العلماء يدقون ناقوس الخطر من واقع مناخي أكثر تعقيدا نتيجة السلوك البشري وبالأخص سلوك الدول الغنية التي لم تف بتعهداتها في خفض الانبعاثات الحرارية، بل عادت بعض الدول إلى الفحم كمصدر للطاقة، فارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى شح المياه، ونقص في الغذاء العالمي وتكاثر الكوارث الطبيعية والحرائق.
وإذ نسجل باعتزاز الهبة الجماعية للدول الاسلامية لدعم أية دولة منكوبة، إلا أنه أضحى من الضروري بلورة آليات واستراتيجيات مبتكرة، وتوظيف نتائج البحوث العلمية المتقدمة وما حققته البشرية من طفرة في هذا المجال، إلى جانب التّفكير في مبادرات عملية ملموسة لتنظيم وتفعيل منظومة القيم السّامية لديننا الحنيف، على غرار إشراك علماء الدّين ضمن مبادرات مواجهة التغير المناخي، لتوعية وتحفيز المسلمين أفراداً ومؤسسات وشعوبا، على الالتزام الدّيني والأخلاقي لصون الحياة على كوكب الأرض، قال تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»، وإصدار تشريعات وتوصيات تسهل سبل التضامن بين الدول الإسلامية.
وأن يكون لمنظمتنا كلمتها في المطالبة بأن تلتزم كل الدول خاصة تلك المتسبب الأول في الانبعاث الحراري بالتعهدات التي قطعتها في 2015 في باريس، مساهمة برلماناتنا في اتخاذ مبادرات تصب في التقليل من آثار التغيرات المناخية.
كما على الدول المتقدمة ان توفي بتعهداتها المالية لمساعدة الدول النامية في التعامل مع تبعات تزايد درجات الحر ارة العالمية مع ضرورة حث حكوماتنا لمرافعة قوية بالانعكاسات الخطيرة للظاهرة في قمة cop 28 التي ستنعقد من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 بالإمارات العربية المتحدة.
حسام.إ