السفير عبداوي: “إن ما تزخر به بلادنا من امكانيات ومقدرات يمكنها من لعب الدور الذي يليق بها”

ألقى المدير العام للاتصال والإعلام والتوثيق بوزارة الشؤون الخارجية، السفير عبد الحميد عبداوي، كلمة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، الموافق لـ 18 فيفري من كل عام، هذا نصّها الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

إطارات الوزارة الحضور، الأمين العام أسرة الإعلام .. نحتفي اليوم بكل فخر واعتزاز باليوم الوطني للشهيد وهو مناسبة نستذكر فيها تضحيات شعبنا الأبي في مسيرته المظفرة لنيل استقلاله والتحرر من نير الاستعمار الغاشم كما نقف وقفة إكبار وإجلال لنترحم على أرواح الشهداء الأمجاد الذين بذلوا أرواحهم الزكية في سبيل الدفاع عن كرامة شعيم وانعتاق وطنهم من قيود الظلم والاستبداد، فحق للجزائريين أن يفخروا ويعتزوا ببلدهم بلد المليون والنصف مليون شهيد.

إن مسار تضحيات شعبنا المجاهد الذي توج باندلاع ثورة نوفمبر المظفرة. ليعج بمعاني البذل والعطاء ونكران الذات في سبيل هذا الوطن الذي تخضب كل شبر من أرضه بدماء أبنائه البررة فأصبحت ثورة نوفمبر الخالدة مضرب مثل ومصدر فخر وشكلت نبراسا أنار طريق العديد من شعوب العالم في كفاحها من أجل الاستقلال والحرية.
لقد كان من واجب الجزائر أن تتخذ يوما وطنيا للشهيد، تخليدا وتكريما وتشريفا لقوافل الشهداء الذين لبوا نداء الحق رافعين لواء الدفاع عن وطنهم منذ اندلاع الثورات الشعبية إلى أن من الله على وطننا بليل استقلاله بفضل الشهداء وأى منزلة أشرف من منزلة الشهداء وأكرم بها منزلة في عليين عند مليك مقتدر.
إن التضحيات الجسام التي بذلها الشهداء الأبرار سعيا للحرية وغيرة على السيادة والكرامة ستظل مصدرا لقوتنا وتجسيدا لمعان البذل والعطاء التي يجب أن تتمثلها لمواجهة التحديات وخوض معترك بناء هذا الوطن العزيز، وذلك صونا لأمانة الشهداء. إنه لمن واجبنا اليوم أن نجعل من هذه المحطات والمعالم التاريخية المجيدة فرصا متجددة نعتز فيها بتاريخنا ويُملي واجب الوفاء علينا استكمال مسيرة أسلافنا الأبطال بنفس روح الإخلاص للوطن وبنفس عزيمة وإرادة التغلب على المحن والصعاب لمواصلة مسيرة بناء الجزائر وتنميتها.

إن الجزائر الفخورة بتاريخها المجيد الذي تستمد منه معاني التضحية والتضامن ونصرة الضعيف والمظلوم. لن تدخر جهدا وغير دبلوماسيتها. في لعب الدور المنوط بها في جميع فضاءات انتمائها العربية والاسلامية والافريقية والمتوسطية لتعزيز التعاون ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلم والأمن والاستقرار في ظل ما يشهده العالم اليوم توترات وتقلبات. لقد كسبت بلادنا تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون وباقتدار، رهان احتضان واستضافة العديد من التظاهرات والمؤتمرات والاجتماعات الاقليمية والدولية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وهو دليل على عودتها إلى الساحة الدولية بفضل الرؤيا المتبصرة لمؤسساتها بما فيها دبلوماسيتها. إن ما تزخر به بلادنا من امكانيات ومقدرات يمكنها من لعب الدور الذي يليق بها وتجاوز المكائد لفرض وجه نظرها في إطار تعاون مع شركائها مبني على احترام السيادة الوطنية والمصالح المشتركة.

إننا كدبلوماسيين مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للتجند ومضاعفة الجهود للارتقاء بأدائنا إلى المستوى المطلوب في ظل هذه الظروف المعقدة، والتي تفرض تحديات كبيرة لكسب الرهان، وأن نكون في مستوى الثقة وأمانة الشهداء وتاريخ بلادنا المجيد الغني بالمواقف التي یشهد لها العالم في نصرة القضايا العادلة للشعوب في التحرر والانعتاق.

ووفاءا منها لمبادئ ثورة نوفمبر الخالدة المستمدة من رسالة الشهداء. ستواصل الجزائر بلا هوادة دعمها الثابت للقضية الفلسطينية وقضية الشعب الصحراوي، حتى ينالا حريتهما واستقلالهما ويمارسا حقها المشروع في تقرير المصير.

لا يفوتنا بهذه المناسبة الغالية أن تجدد الوقوف يخشوع وتترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن هذا الوطن وقدموا أرواحهم فلي سبيله، داعين الله العلي القدير أن يتغمد أرواحهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح الجنان، مجددين العهد والوفاء لأمانة الشهداء الأبرار.

عاشت الجزائر حرة أبية، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماريا.ج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى