أرقام تدل على الوفرة وواقع يشكو الندرة.. المواد المدعمة بالشلف لمن إستطاع إليه سبيلا

حالة من الإستياء والغضب تعصف بيوميات المواطنين بولاية الشلف في رحلة البحث عن كيس الحليب أو أسطوانة الزيت أو كيس القمح الصلب، فما بين أرقام السلطات وتطميناتهم والواقع الذي بشكو الندرة أضحى المواطن حائرا في ضمان هاته المواد التي تحولت لكابوس وهاجس أيام قليلة قبيل شهر رمضان الفضيل.
بداية رحلة البحث عن المواد المدعمة التي قادتنا بمعية المواطنين ،الذين إشتكو في أكثر من وقت من الندرة وغياب المواد الأساسية المدعمة ، إلى عدد من المحلات التجارية الصغيرة حيث تتوافر معظم المواد الغذائية ما خلا مادة السميد والحليب والزيت، وعند الإستفسار عن سبب الندرة يجابهك التجار بإجابة واحدة “هي متوافرة ولكن الطابور وشجارات المواطنين يمنع التاجر من تزويد باعته بهاته السلع”.. ويوجهك التاجر بعد الإجابة لكبرى المحلات من “سوبيرات”أو باعة للجملة على وعسى أن تجد غايتك.
الوجهة الثانية للمعاينة الميدانية كانت السوبيرات التي من المفترض أن نجد فيها غايتنا، لكن و للمصادفة نفس الإشكال الموجود في محلات التجزئة وجدناه في هاته المحلات، جل المواد الغذائية متوافرة بإستثناء ثلاثية زيت المائدة، الحليب المدعم والسميد، والإجابة ذاتها على لسان صاحب السوبيرات ” أدوار وطابور وتهافت على الإستهلاك، نقتني السلعة وسرعان ما تنقضي… شاحنة أو شاحنات لا يحققان الإكتفاء أمام شراهة الإستهلاك رغم تنظيم عملية البيع وتحديدها …”
المواطنون الحاضرون في عملية المعاينة معنا لفتوا الإنتباه ايضا لوجود مشكل لاحظوه في المحلات التجارية المعزولة والبعيدة عن مرأى شريان الحياة العامة، أين تحضر المواد الإستهلاكية المدعمة لكن توزع بالسر أو لأصحاب المعارف والأقارب، أو لجماعة “الكريدي” و”الزبون المداوم”، وكلها مظاهر تظهر وتختفي تبعا للحاجة والندرة أمام إحجام عن التبليغ لهاته الممارسات من قبل الحضور .
وبين أرقام الوفرة التي تصرح بها الجهات المختصة والندرة في السوق التي يستشعرها المواطنون، مع إستحضار مظاهر التهافت والإستهلاك الشره في مقابل الزيادة المحسوسة في الأسعار بين الفينة والأخرى تتشكل يوميات البحث عن مواد الدعم الأساسية في ولاية الشلف، وسط إشاعات عن الإحتكار والإستهلاك غير المباشر لباعة حلويات رمضان وتخزين المواد لبيعها من مواد أولية مدعمة على حساب حاجة المواطن البسيط، وكلام آخر عن التبذير والفرط في الإستهلاك من بعض المهوسين والمرضى النفسيين بالإقتناء والتخزين، وكلها عوامل تنتظر الحل والمعالجة بطرق أعمق من المعروضة حاليا والتي يبدو أنها لم تشفع في حصر هذا الصداع المزمن.
خولة.ب