الصحة مريضة… شعار يرفع في مستشفيات قالمة
خدمات صحية متدنية ومطالب بخدمات في مستوى تطلعات المواطن

يواجه القطاع الصحي بولاية قالمة، عدة نقائص أثرت على تقديم خدمات لائقة تستجيب لمطالب المواطنين، الذين يناشدون المسؤولين توفير تغطية صحية لائقة، من خلال إنجاز مرافق واستغلال أخرى لا تزال مغلقة رغم انتهاء الأشغال بها.
لم يعد قطاع الصحة بولاية قالمة بحاجة إلى الهياكل قاعدية بقدر ما يشكو نقصا فادحا في عدد الأطباء خاصة منهم المختصين.
وأسفرت الخريطة الصحية الجديدة على مستوى الولاية عن إنشاء عدد هام من المرافق الصحية الجديدة وترميم البعض الآخر عبر مختلف مناطق الولاية إلا أن عدد الأطباء الملتحقين بتلك الهياكل يبقى غير كاف لتغطية احتياجات المرضى، مما يحول دون إمكانية تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمرضى.
وضع المنظومة الصحية بقالمة يزداد تأزما يوما بعد يوم، في مستشفيات يقول عنها الأطباء أنها أصبحت أشبه بـ “محتشدات”، وأنها تحولت إلى ناقل للمرض، وليس وسيلة للعلاج، فيما يقول المواطن أن جل الأطباء هجروها وتحولوا إلى “بزناسية” مقابل مبالغ باهظة في عياداتهم الخاصة.
وفي ظل تبادل الإتهامات يبقى واقع الصحة في الولاية، رهين طوابير المرضى ممن يبحثون عن سرير للعلاج أو كما يصفه البعض “سرير المرض”..
وكثيرا ما تحول الحالات الحرجة (مثل حوادث المرور الخطيرة) التي تتطلب علاجا مكثفا وعناية فائقة، إلى ولايات مجاوره، وهو ما قد يعقد من حالة المريض.
من جهة أخرى يثير مستشفى الحكيم عقبي التساؤل والاستغراب عن سبب استمرار النقائص باكبر مؤسسة استشفائية على مستوى الولاية، حيث أضحى فضاء عشوائيا لا تحكمه أدنى القوانين التي حلّ محلها ”قانون البيروقراطية ” الذي يعيق عمل المؤسسة الاستشفائية، وتحول بفعل الإهمال وفقدان حس المسؤولية إلى فوضى عارمة…. المريض بات الضحية الأولى والطرف الخاسر في معادلة العلاج الذي فقد مضمونه الصحي وروحه الإنساني..
للإشارة ، ففي ظل التراجع الذي تعرفه المستشفيات عن التكفل الصحي وجدت العيادات الخاصة فرصة لجذب المواطن نحو الاستفادة من خدماتها رغم ارتفاع تكاليفها.
وأكد أحد المرضى ل “هنا الجزائر” الذي صادفناه «بعيادة خاصة» أنه يفضل العيادات الخاصة بالرغم من غلاء التكلفة ذلك لتميزهم في التشخيص والمعالجة لتبقى التكلفة المالية أمام المرض ضئيلة مفضلا إياها على الدوامة التي يضطر لعيشها بمستشفيات القطاع العمومي.
مصلحة الاستعجالات الجراحية الجديدة تثير التساؤلات
يثير موضوع تأخر افتتاح مصلحة الاستعجالات الجراحية الطبية الجديدة بالمؤسسة الإستشفائية العمومية “الحكيم عقبي” المتواجدة بعاصمة الولاية قالمة والتي لم تدخل بعد حيز الخدمة العديد من التساؤلات لدى المواطنين.
ماتزال مصلحة الاستعجالات الجراحية مغلقة بالرغم من انتهاء الأشغال بها، الأمر الذي طرح الكثير من التساؤلات، خاصة وأن المصلحة من شأنها فك الكثير من الضغط الذي تعرفه مصلحة الاستعجالات على مستوى المستشفى.
وكان يتوخى منها تعويض مصلحة الاستعجالات الحالية من أجل توفير تكفل أفضل بالمرضى وتقديم خدمات طبية ترقى للمستوى الذي يطمح إليه سكان هذه المدينة بعد أن أصبحت الاستعجالات الحالية تشهد اكتظاظا وضغطا كبيرا ولا تستجيب للأعداد المتزايدة للمرضى الذين يقصدونها بمعدل استقبال يقارب 300 حالة إستعجالية يوميا.
وناشد مواطنوا ولاية قالمة، السلطات العليا ضرورة التدخل العاجل من أجل تحسين الخدمات الصحية عبر مستشفيات الولاية،و تعيين مسؤولين أكفاء بإمكانهم نفض الغبار على مؤسسات الصحية والتفكير في مخرج حقيقي للأزمة، خصوصا في المدة الأخيرة، أين عرفت كبرى مستشفيات الولاية مشاكل عديدة.
إ.ب