الكلمة الكاملة للرئيس تبون في افتتاح أشغال القمة العربية

ألقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، كلمة أمام المشاركين في أشغال الدورة الـ31 للقمة العربية بالمركز الدولي للمؤتمرات.

النص الكامل لكلمة الرئيس تبون بالقمة العربية:

بسم الله الرحمن الرحيم

“أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، فخامة رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، فخامة رئيس جمهورية السنيغال ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، معالي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه.

حضرات السيدات والسادة،

يطيب لي في مستهل كلمتي أن أرحب بمقامكم السامي، أجمل ترحيب على أرض الجزائر

في هذا اليوم الأغر الذي يحتفل فيه الشعب الجزائري الأبي، بذكرى خالدة في تاريخ الجزائر وأحرار العالم، ذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة، معربا لكم عن بالغ الشكر والامتنان على مشاركتكم الشعب الجزائري هذه الذكرى الوطنية الخالدة، متمنيا لكم طيب الإقامة في بلدكم الثاني ومتمنيا لأشغال قمتنا النجاح وتحقيق الآمال المعلقة عليها، من قبل الشعوب العربية التواقة إلى مزيد من التضامن والمناعة والرقي.

كما يسرني أن أعرب عن جزيل الشكر وبالغ التقدير إلى أخي فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، على جهوده المميزة وجهود بلاده خلال رئاسته للدورة السابقة للقمة العربية. والشكر موصول للسيد الأمين العام لجامعة الدول العربية ولكافة العاملين على ما بذلوه من جهود، خلال مسار الإعداد والتحضير، لأشغال قمتنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أصحاب المعالي، السيدات والسادة،

تنعقد قمتنا في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية، بالغة التعقيد والحساسية تتميز على وجه الخصوص بتصاعد التوترات والأزمات لاسيما في عالمنا العربي الذي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على الانشغال والقلق، كما هو الحال في المرحلة الراهنة.

ومازالت هذه الأزمات، بتعقيداتها وبأبعادها المختلفة وبمخاطرها ماثلة أمامنا، مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية الجسيمة التي يشهدها العالم بعد جائحة كوفيدـ19 وما تمخض عن هذه الظروف الدولية الاستثنائية الحالية، من تغيير في الموازين، ومن تجاذبات وتفاقم ظاهرة الاستقطاب، التي تساهم وبقدر كبير، في تصعيد الأزمات مع تداعياتها على السلم والأمن الدوليين وتلقي بظلالها على العديد من الدول لاسيما في أمنها الغذائي.

وفي ظل ما تتوفر عليه منطقتنا العربية من إمكانيات ومقدرات طبيعية وبشرية ومالية هائلة تؤهلنا أن نكون فاعلين في العالم كقوة اقتصادية، لا نقبل أن يقتصر دورنا الاقتصادي على التأثر ولابد من استرجاع الثقة بأنفسنا لنكون ذات تأثير في المشهد العالمي والاقتصاد الدولي لاسيما وأن احتياطات النقد لبلداننا العربية يعادل دخل احتياطي أوروبا أو مجموعات اقتصادية آسيوية أو أمريكية كبرى.

وعليه، يتعين علينا جميعا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك، ذات الأثر الإيجابي السريع والملموس على الشعوب العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أصحاب المعالي، السيدات والسادة،

في ظل الأوضاع الدولية الراهنة، تبقى قضيتنا المركزية الأولى، القضية الفلسطينية القضية الجوهرية في صميم انشغالاتنا وعلى سلم أولوياتنا، وهي تتعرض إلى مساعي التصفية، بسبب مواصلة قوات الاحتلال ارتكاب الانتهاكات الجسيمة، من أجل بناء وتوسيع مستوطناتها غير الشرعية، وقتلها للأبرياء واجتياحها المتكرر للمدن والقرى الفلسطينية ومصادرة الأراضي والممتلكات وهدم المنازل والمباني الفلسطينية وتشريد السكان الأصليين، بما في ذلك في مدينة القدس الشريف وما صاحبها من مخططات التهويد الهادفة إلى طمس هويتها الإسلامية والمسيحية، وتغيير معالمها التاريخية والاقتحامات الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى، أولى القبلتين، من قبل جيش الاحتلال الصهيوني والمجموعات الاستيطانية المتطرفة، والحصار الجائر الذي تتعرض له مدينة نابلس، إلى جانب اضطهاد الشعب الفلسطيني بحي الشيخ جراح، بالإضافة إلى استهداف الأبرياء، خاصة من فئة الشباب، في ظل الصمت العالمي الرهيب.

لذلك، يتعين علينا، في ظل عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي، مضاعفة الجهود الجماعية لحشد المزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود إزاء ما يتعرض له من جرائم ممنهجة واسعة النطاق. ومن هنا تأتي أهمية تجديد التزامنا الجماعي وإعادة التأكيد على تمسكنا بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها، باعتبارها المرجعية المتوافق عليها عربيا والركيزة الأساسية لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط والسبيل الوحيد لقيام سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني تحقيق طموحاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وكذلك إنهاء احتلال كافة الأراضي العربية بما فيها الجولان السوري.

واستكمالا لواجبنا العربي تجاه القضية الفلسطينية، القلب النابض للأمة العربية، أتطلع أن يتم خلال هذه القمة، إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعم القضية الفلسطينية، والجزائر على أتم الاستعداد لنقل هذا المطلب الحيوي إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبالمناسبة، لا يسعني إلا أن أجدد التهنئة للإخوة الأشقاء الفلسطينيين على الاتفاق التاريخي الذي رعته الجزائر قبيل انطلاق القمة والمتمثل في التوقيع على إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأدعو أشقائي قادة الدول العربية إلى ضم جهودنا من أجل مرافقة الإخوة الفلسطينيين نحو استكمال هذا المشروع الوطني وطي صفحة الخلافات نهائيا،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى